إقامة مؤتمر الميرزا النائيني الدولي في ايران والعراق.. العام القادم
مكتب لحفظ ونشر المصنفات آية الله الميرزا النائيني/ خاص الاجتهاد: عُقد المؤتمر الصحفي “لمؤتمر الميرزا النائيني الدولي” بمشاركة كل من الأساتذة أبو القاسم عليدوست، وأحمد فرخ فال، وناصر رفيعي، وذلك في مؤسسة الإمامة الثقافية، ومن المقرر انعقاد هذا المؤتمر باللغتين الفارسية والعربية في إيران والعراق في النصف الثاني من العام الهجري الشمسي ۱۴۰۱ / النصف الأول من العام ۱۴۴۴ق، وذلك بحضور شخصيات علمية بارزة، ومع قراءة رسائل مراجع الدين العظام إلى المؤتمر.
وفقا لتقرير “الاجتهاد” تحدث الأستاذ أبو القاسم عليدوست مدير اللجان العلمية لمؤتمر الميرزا النائيني الدولي في هذا المؤتمر الصحفي، وقال: لقد شاركت في كثير من المؤتمرات وكنت الأمين العلمي فيها، ولكنني أعتقد أنّ هذا المؤتمر يختلف عن غيره من المؤتمرات من عدة أوجه، فبداية نفس تنظيم مثل هذا المؤتمر يحظى بأهمية كبيرة، وذلك لأنّ للمرحوم النائيني “قدس سره” حق الأستاذية على جميع الأساتذة والمراجع من بعده، وقد كان أستاذا لكثير من أساتذة العلماء والمراجع المعاصرين.
وأضاف أستاذ البحث الخارج في الفقه والأصول في حوزة قم العلمية: عندما ندرس شخصية وسيرة الميرزا النائيني “قدس سره” يبرز لدينا بشكل غير مباشر نوع من التأسّي والاقتداء، فعندما نتحدث عن علمه وأخلاقه نجد فيهما قدوةً لجميع الناس، كما أنّ هذا المؤتمر سيشهد على هامشه إثارة الكثير من الموضوعات العلمية المفيدة مما يعتبر آثارا ونتائج إيجابية لتنظيمه، ونحن نشهد اليوم تعرض علم الفقه الشريف إلى هجمات بعيدة عن الإنصاف والصحة، ومن أهدافنا أن نعرض لموضوع علم الأصول عرضا متناسبا مع شأن هذا العلم.
وقال الأستاذ عليدوست: لقد تعرضت شخصية الميرزا النائيني”قدس سره” للاحتكار والمصادرة من قبل أشخاص معينين، ومن سياسات هذا المؤتمر تقديم شخصية الميرزا كما هي حقيقة، ومن دون أن نضفي عليه من الصفات والتوجهات ما يخالف الواقع.
كما أنّه يمكن أن نذكر من الفوائد الأخرى لهذا المؤتمر إقامة التواصل بين الحوزات العلمية في إيران والعراق ولا سيما قم والنجف من بوابة إقامة المؤتمر، ولذلك ومنذ البداية أبلغنا حوزة النجف بموضوع إقامة المؤتمر.
وأضاف: يستقبل المؤتمر البحوث والأعمال المشاركة في أربعة أقسام؛ هي: الفقه والأصول، والقرآن الكريم والحديث، والفكر السياسي، والسيرة وترجمة الحياة، فالنائيني كان عَلما في علم الأصول وكان منظّرا وصاحب مدرسة في هذا العلم، وكذلك الأمر في علم الفقه، كما كان له نشاط علمي ذا شأن في مجال التفسير؛ حيث تناول مختلف الأبحاث التفسيرية.
دخول الميرزا النائيني”قدس سره” في مجال الفلسفة المضافة
وأوضح فضيلة الأستاذ الشيخ عليدوست أنّ المرحوم النائيني “قدس سره” دخل مجال الفلسفة المضافة، وقال: وضعنا خطة لطباعة مجموعة مؤلفات الميرزا في ۲۵ مجلدا، تحت عنوان “موسوعة الميرزا النائيني”، كما يوجد بعض المصنفات والكتب من تأليفه لم تطبع حتى اليوم، وهي الآن في حوزة ورثته، وفي الحقيقة هناك تعاون جيد حاليا بين ورثته وبين المؤتمر، ومن المقرر طباعة ستة أجزاء عمّا سيصدر عن المؤتمر ولجانه المختلفة وحول ما هو متوفر من مواد من سيرة المرحوم النائيني وأخلاقه.
وأضاف الأمين العلمي لمؤتمر الميرزا النائيني “قدس سره”: الميرزا شخصية يقرّ لها الجميع بالمكانة العلمية السامية، ويكنون لها الاحترام والتجليل العلمي، وبناء عليه حرصنا أن نختار أعضاء اللجان العلمية والبالغ عددهم ۱۵ في كلّ لجنة من أفضل النخب العلمية، ونعمل على إشراك كل من الحوزات العلمية في إيران والعراق بفاعلية في أعمال هذا المؤتمر، كما سوف نستعين بالمواد العلمية الناتجة عن ندوات ومؤتمرات التكريم السابقة لهذا العالم الجليل.
وردا على سؤال حول انحصار تفسير الميرزا بآيات الأحكام قال الأستاذ عليدوست: مع أنّ أكثر تفسيره يرتبط بآيات الأحكام إلا أنّه أجرى دراسات قرآنية جيدة حول أصول الفقه، وكان يستند إلى آيات القرآن الكريم في إثبات القضايا والفرضيات الأصولية، كما أنّه فسّر الآيات الكلامية والمعرفية، ومنها ما أفاده في مسألة استعمال اللفظ في أكثر من معنى.
وفي معرض جوابه عن سؤال حول تمايز الآراء الفقهية للميرزا عن غيره من المراجع قال: تعدّ مرجحات التزاحم من المباحث المهمة في فقه الميرزا، ومنها معيار الأهم والمهم.
لا أقبل بنظرية تجاوز الفقه
وفي إجابته عن سؤال وكالة أنباء “ايكنا” أنّ أساس إقامة هذا المؤتمر هو عرض الآراء الفقهية والتفسيرية و… لأحد العلماء الكبار، ولكن يعتقد البعض اليوم أننا نتحرك باتجاه عصر ما وراء الفقه وفي الحقيقة أننا في مرحلة تجاوز الفقه، فما هو رأيكم؟
قال الأستاذ عليدوست: حركة الفقه حركة مستمرة وغير مغلقة حتى تنكسر وتتعطل إذا ما نقص أو زاد منها مقدار، نعم الفقه يقبل الشرح ويقبل الترميم والتكميل والتوسعة، وللفقه القدرة على استيعاب المسائل حديثة الظهور، بشرط أن يكون ذلك على يد الخبراء المختصين وباستعمال الأدوات المناسبة، وبناء عليه لا يوجد ما يسمى تجاوز للفقه، ومن المقرر أن يبحث المؤتمر في أحد موضوعاته أسلوب مواجهة المسائل المستحدثة فقهيا.
وأضاف مؤكدا: المرحوم النائيني “قدس سره” عاصر المشروطة (الثورة الدستورية) وهي من المسائل المستحدثة، وسوف نبحث في المؤتمر كيفية تعامله مع هذه المسألة فقهيا.
تفاصيل التحضيرات لإقامة مؤتمر الميرزا النائيني “قدس سره”
وتحدث فضيلة الشيخ ناصر رفيعي أستاذ جامعة المصطفى (ص) وأمين المجلس التنفيذي لمؤتمر الميرزا النائيني “قدس سره” في هذا المؤتمر الصحفي مستشهدا ببعض آيات القرآن الكريم حول مكانة العلماء، وقال: نقل عن الإمام علي(ع) أنّه قال: «مَن وَقَّرَ عالِما فقَد وَقَّرَ رَبَّهُ»، وكان الميزا النائيني فقيهاً واصولياً فذّا، توفي في العام ۱۳۱۵ ودفن في جوار مرقد الإمام علي(ع).
وأضاف: طرحت الأفكار الأولية لإقامة هذا المؤتمر في الاجتماعات المنزلية لمجموعة من طلاب العلوم الدينية في مدينة نائين في العام ۲۰۱۷، وبالتدريج وصل الأمر إلى إقامة اجتماعات لمجالس السياسات والتنفيذ للمؤتمر؛ حيث سيقام المؤتمر بشكل علمي وتفصيلي، والميرزا عالم كبير وصفه الآقا بزرك الطهراني بانّه عالم متقٍ وصالح، وزاهد في المناصب والرياسة وفي الدنيا، ووصفه الراحل السيد محسن الأمين بالعالم الفقيه والأصولي والحكيم والعارف والأديب والعابد.
وأوضح حجة الإسلام رفيعي أنّ ما اشتهر عن الميرزا هو شخصيته الفقهية والأصولية، إلا أنّه في الحقيقة اتسم بشخصية جامعة، وقال: لقد كان الميرزا شخصية أخلاقية وصاحبا للرياسة العامة الفقهية، وكان لسنوات تلميذا للآخوند الخراساني، ومن تلامذته آية الله الخوئي والعلامة الطباطبائي “قدس سرهم”، ومن مفاخر هذ العالم الكبير تعاونه مع الميزرا الشيرازي “قدس سره” في نهضة التنباكو.
وأوضح الشيخ رفيعي أنه قلما نجد درسا في البحث الخارج لا يذكر فيه اسم الميرزا النائيني “قدس سره” وآراؤه، وأضاف: حصل مؤتمر الميرزا على رخصة تنظيم من جامعة المصطفى والـ ISC، وسوف يقام في إيران والعراق باللغتين الفارسية والعربية، وسوف تقام جلسات لجانه العلمية في مختلف مدن هذين البلدين.
إقامة ۱۰ ندوات علمية تحضيرية في داخل البلاد وخارجها
وقال حجة الإسلام رفيعي: أقيمت ۱۰ ندوات علمية تحضيرية للمؤتمر في داخل البلاد وخارجها، وأقمنا خمسة اجتماعات للمجلس التنفيذي للمؤتمر حتى اليوم، ويتعاون في إقامة المؤتمر مجموعة من المراكز العلمية وهي: مركز إدارة الحوزة العلمية، والحوزة العلمية في النجف، وحوزة الأخوات، ومكتب الإعلام الإسلامي التابع للحوزة العلمية، والعتبة الرضوية المقدسة، ومنظمة الأوقاف، ووزارة الثقافة والإرشاد، والمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، ومؤسسة الببليوغرافية الشيعية، ومؤسسة آل البيت(ع).
وتابع الأمين التنفيذي للمؤتمر قائلا: وصَلنا إلى اليوم مجموعة من المقالات والبحوث العلمية الجيدة، وهناك ۱۷ عضوا في مجلس التخطيط للمؤتمر، وهم يعملون على تحديد وتهيئة ما تركه الميرزا من المصنفات والكتب الفقهية والأصولية والتفسيرية و…، كما يقومون بالإعداد لإنتاج برنامج كمبيوتري جامع لمصنفات هذا العالم الجليل، ويتابعون مسألة التعاون والتنسيق مع المراكز والمؤسسات والشخصيات العلمية.
وأوضح أن مكاتب مراجع التقليد ومكتب سماحة السيد قائد الثورة على علم بإقامة هذا المؤتمر، وقال: لم يعد أحد من تلامذة الميرزا على قيد الحياة وهم الميرزا هاشم الآملي، والعلامة الطباطبائي، وآية الله الميلاني، وآية الله الخوئي، ولكننا سوف نجري حوارات مع تلامذة تلامذته، كما سيكون لأحفاده مشاركة في هذا المؤتمر، ومنهم علماء دين ومدرسين في حوزة قم العلمية، ومنهم عائلة الأنصاري القمي، ومنهم السيدة نحله الغروي النائيني وهي مدرّسة في جامعة “تربيت مدرس” في طهران.
لقاء أعضاء المؤتمر بسماحة السيد قائد الثورة
وأعلن الشيخ رفيعي أنّ برامج المؤتمر تتضمن لقاءات بسماحة السيد قائد الثورة وبمراجع التقليد، وأضاف: لقد درس الميرزا النائيني “قدس سره” العلوم في أصفهان وفي قم والنجف ومع ذلك فهو شخصية علمية متعلقة بالعالم أجمع، وذلك لأنّ نظرياته الفقهية والأصولية تتجاوز النجف وقم.
وأكدّ رفيعي على ضرورة العمل على إطلاق اسم هذا لعالم الكبير على عدد من شوارع بعض المدن الإيرانية، وقال: للتعريف بشخصية هذا العالم الجليل قمنا بنشر كتيّب يحكي سيرة حياته باختصار، وبطبيعة الحال أكثر مصنفاته تخصصية وتناسب المحافل العلمية الحوزوية والجامعية.
كما شارك في هذا المؤتمر الصحفي فضيلة الشيخ أحمد “فرخ فال” الأمين العام لمؤتمر الميرزا النائيني، الذي قال: سوف يقام هذا المؤتمر بالتزامن مع الذكرى المئوية لهجرة العلامة النائيني من النجف إلى قم بضغوط من الاحتلال الإنجليزي والحكومة العراقية آنذاك، وقد اقام المرحوم في قم مع مجموعة من العلماء الآخرين مدة ۱۱ شهرا.
وأضاف: سوف يقام مؤتمر الميرزا النائيني “قدس سره” بإشراف إدارة الحوزة العلمية، وسوف يكون آية الله الأستادي أمينا علميا له، كما يدير آية الله عليدوست لجانه العلمية، وفضيلة الشيخ رفيعي يقوم بإدارة الأمور التنفيذية.
وأضاف الأمين العام لمؤتمر الميرزا النائيني “قدس سره”: من المقرر إقامة مؤتمر المیرزا النائيني في النصف الثاني من العام ۱۴۰۳ هجري شمسي، ويمكن للراغبين بالمشاركة إرسال ملخص أبحاثهم حتى تاريخ ۲۰/۲/۲۰۲۲ والأبحاث كاملة حتى تاريخ ۵/۵/۲۰۲۲، وسوف تقام أعمال المؤتمر في مدينتي قم والنجف، ومن الممكن إضافة مدن أخرى في كل من إيران والعراق، ومضافا إلى الجلستين التحضيريتين الرئيسيتين في قم والنجف يجري حاليا العمل على إقامة جلسات تحضيرية أخرى في مختلف الحوزات العلمية.
تجدر الإشارة إلى أنّه في نهاية هذا المؤتمر الصحفي تم إسدال الستار عن ملصق مؤتمر الميرزا النائيني وموقعه الإلكتروني والفيلم الترويجي له.